الاثنين، 4 مارس 2013

الحلم ( قصة )

صورة: ‏جلست في حديقة المنزل ، غاضبة من طلبات امها لمساعدتها على انهاء اعمال البيت ، وبمساعدتها على تدريس إخوتها، الوقت غروب، والنسيم العليل يداعب شعرها ، غفت على كرسيها ، وأخذت تغط بنومها ، بعد يوم حار من ايام الصيف  ، الفراشة حطت على كتفها ، ترفرف بجناحيها، العصافير تغرد على أغصان شجرة السرو التي تحيط بفيئها المكان البركة مليئة بالماء والنافورة ترسل رذاذا بادا ، تململت بجسدها الطري المغطى بثوب ناعم رقراق،يحاكي بلونه لون الفضاء، زارتها في اليقظة ساحرة، تحمل عصاها المتلألئة، 
قالت لها: عبير ما بك، تنامين في الحديقة على غير عادتك؟
أنسيت عهدكِ و وعدك للطيور، أم غفوت على أمل الحبور؟ 
استيقظي وانظري حولك، الشمس حمراء، والبحر يحضنها، والرمال الذهبية، تترطب بالنّدى، وقصر حلمك الذي بني على الشاطئ تعمّر، خطواتك مازالت هناك، تغسلها أمواج الذكريات.
سارت عبير بطيفها ، رافقت الساحرة الى درب الهلاك، هناك التقت 
بسجّان يحمل مفاتيح كثر، ناداها : عبير تعالي اليّ ادخلي في الحال الى القصر العالي، إنه لك يا جميلتي . وعندما دخلت عبير عتبة القصر ، أغلق عليها الباب ، وشعرت بأنها في قصر السراب، سمعت السجان يقول : انت لي وحدي يا اميرتي، أنا ملك الجان، ولن يخلّصك مني انسان. ولا تظني أني سأفتح لك الباب . 
شعرت الفتاة بالغضب، وانزوت باكية، شاكية، ترجوه ان يفتح لها من أجل أمها و إخوتها، ووالدها الضرير الذي لا حول له ولا قوّة، ولكن نداءاتها باءت بالفشل .الأيام تأكل بعضها، والسنون تمضي ، والفتاة تخدم ملك الجان، تناجي الله، تشعر بالاختناق، تمرر بكفها على عنقها المرمري، تشعر بالظمأ، أمر لها بالماء، شربت من الكوب الرقراق، فإذا بها  تشعر بمذاق العسل ، سألته: من أين هذا الماء؟ 
ضحك قائلا: إنه من نبع مسحور يغسل القلوب، ويحول أصحابها  الى طيبين، محبين للآخرين. ولماذا لا تشرب منه أنت؟ اطرق لدقائق وقال: إنسي الأمر ، وكأنه ندم على إخبارها بسر الماء. خبّأت ما بقي في الكوب من ماء ، دخل السجان الى غرفته كالعادة ليغط بنومه، ولكن الفتاة لحقت به و وقفت عند بابه لتنظر من فتحت المفتاح عليه. فإذا به تجده باكيا، متألما، جسده يتشقق، وينزف دما، استغربت من بكائه، ومن تشقق جسده،ولكنها حاولت جاهدة رؤية وجهه الذي بقي مغطى بكفيه، أخذت تحدث نفسها بألف سؤال وسؤال وجاء منها: من هو؟ ما به؟ ما أصابه؟ اوقعت زهرية على بابه بالخطأ، حين كانت تحاول الرجوع الى الخلف دون انتباه منها. فإذا به يصرخ كدويّ الرعد: من على بابي؟ لم تجبه، وانسحبت إلى غرفتها، ليلتها لم تنم ، وأخذت تتقلّب بفراشها، كأنها سمكة تسبح في البحر. شعرت بدوار برأسها، وأخذ يشتد رويدا رويدا، حتى سيطر على جسدها، بكت، صرخت، وصرخت، كانت لأول مرة تشعر بالالم في ذلك القصر اللعين، لا من معين أومجيب لها، لملمت الالم ، وخرجت الى المطبخلتعد شيئا ليزيل ألمها، فإذا بها تجد نبتة نمت على نافذة المطبخ، ادهشها منظرها، من أين اتت هذه النبتة ؟ لم تكن عند الظهيرة ، عندما كانت تحضّر الطعام.
مدّت يدها وقطفت النبتة،وخبّأتها مع ما تبقى من كوب الماء، أعدّت كوبا ساخنا شربته وعادت الى غرفتها، الصمت يعم المكان، إلا من صوت نواح السجان، الذي اخترق السكون، والفكر، ها قد أشرقت شمس الصّباح متسللة باشعتها الذهبية لتحاكي لون شعر عبير، هامسة بأذنها، عبير استيقظي، الباب مفتوح، لقد فزت بماء الطيبة والوفاء، رشيها على وجه السجان، كما فزت بنبة الخلاص، اطحنيها ، وأضيفي عليها خصلة من شعرك، واتركيها على العتبة حتى لا يغلق الباب ، واتجهي الى غابة السنديان ولا تلتفتي الى البحر حتى لا تحصلي على الطوفان. استيقظت هلعة خائفة من المنام ، ولكن الكلام كرر لها مرات ، شعرت بالنسيم يحملها من اكتافها يدفعها الى الكوب والنبتة لتنفذ ما قيل لها، فإذا بالنسيم يقول لها الباب مفتوح لان اليوم نهاية العام ، وان لم تفعلي يا عبير عليك ان تنتظري عاما كاملا، سا رعت بعملها ، القت بالماء على وجه السجان الذي يشبه وجه الغراب، سمعت صوت صراخه ، على انه يشعر بالاحتراق ، وبفقدان البصر ، ويطلب النجدة من ماء البحار، اسرعت بطن النبتة مع خصلة من شعرها ، و وضعتها على الباب الذي سيظل مفتوحا امام الهواء، واتجهت الى غابة السنديان، فإذا بقطرات ماء تسقط على وجهها من شجرة السنديان التي كانت غفت تحتها امام  البركة ونافورتها لتعلم انها رأت كابوسا مزعجا ، سارعت الى البيت لتقبل أهلها واخبرتهم بكابوسها . وأقسمت أنها لن تزعج امها بعد اليوم .وان تكون الفتاة المطيعة لمدى العمر.
@ جمانة عيتاني @ *شاعرة الكلمة *لؤلؤة الجمان *‏جلست في حديقة المنزل ، غاضبة من طلبات امها لمساعدتها على انهاء اعمال البيت ، وبمساعدتها على تدريس إخوتها، الوقت غروب، والنسيم العليل يداعب شعرها ، غفت على كرسيها ، وأخذت تغط بنومها ، بعد يوم حار من ايام الصيف ، الفراشة حطت على كتفها ، ترفرف بجناحيها، العصافير تغرد على أغصان شجرة السرو التي تحيط بفيئها المكان البركة مليئة بالماء والنافورة ترسل رذاذا بادا ، تململت بجسدها الطري المغطى بثوب ناعم رقراق،يحاكي بلونه لون الفضاء، زارتها في اليقظة ساحرة، تحمل عصاها المتلألئة،
قالت لها: عبير ما بك، تنامين في الحديقة على غير عادتك؟
أنسيت عهدكِ و وعدك للطيور، أم غفوت على أمل الحبور؟
استيقظي وانظري حولك، الشمس حمراء، والبحر يحضنها، والرمال الذهبية، تترطب بالنّدى، وقصر حلمك الذي بني على الشاطئ تعمّر، خطواتك مازالت هناك، تغسلها أمواج الذكريات.
سارت عبير بطيفها ، رافقت الساحرة الى درب الهلاك، هناك التقت
بسجّان يحمل مفاتيح كثر، ناداها : عبير تعالي اليّ ادخلي في الحال الى القصر العالي، إنه لك يا جميلتي . وعندما دخلت عبير عتبة القصر ، أغلق عليها الباب ، وشعرت بأنها في قصر السراب، سمعت السجان يقول : انت لي وحدي يا اميرتي، أنا ملك الجان، ولن يخلّصك مني انسان. ولا تظني أني سأفتح لك الباب .
شعرت الفتاة بالغضب، وانزوت باكية، شاكية، ترجوه ان يفتح لها من أجل أمها و إخوتها، ووالدها الضرير الذي لا حول له ولا قوّة، ولكن نداءاتها باءت بالفشل .الأيام تأكل بعضها، والسنون تمضي ، والفتاة تخدم ملك الجان، تناجي الله، تشعر بالاختناق، تمرر بكفها على عنقها المرمري، تشعر بالظمأ، أمر لها بالماء، شربت من الكوب الرقراق، فإذا بها تشعر بمذاق العسل ، سألته: من أين هذا الماء؟
ضحك قائلا: إنه من نبع مسحور يغسل القلوب، ويحول أصحابها الى طيبين، محبين للآخرين. ولماذا لا تشرب منه أنت؟ اطرق لدقائق وقال: إنسي الأمر ، وكأنه ندم على إخبارها بسر الماء. خبّأت ما بقي في الكوب من ماء ، دخل السجان الى غرفته كالعادة ليغط بنومه، ولكن الفتاة لحقت به و وقفت عند بابه لتنظر من فتحت المفتاح عليه. فإذا به تجده باكيا، متألما، جسده يتشقق، وينزف دما، استغربت من بكائه، ومن تشقق جسده،ولكنها حاولت جاهدة رؤية وجهه الذي بقي مغطى بكفيه، أخذت تحدث نفسها بألف سؤال وسؤال وجاء منها: من هو؟ ما به؟ ما أصابه؟ اوقعت زهرية على بابه بالخطأ، حين كانت تحاول الرجوع الى الخلف دون انتباه منها. فإذا به يصرخ كدويّ الرعد: من على بابي؟ لم تجبه، وانسحبت إلى غرفتها، ليلتها لم تنم ، وأخذت تتقلّب بفراشها، كأنها سمكة تسبح في البحر. شعرت بدوار برأسها، وأخذ يشتد رويدا رويدا، حتى سيطر على جسدها، بكت، صرخت، وصرخت، كانت لأول مرة تشعر بالالم في ذلك القصر اللعين، لا من معين أومجيب لها، لملمت الالم ، وخرجت الى المطبخلتعد شيئا ليزيل ألمها، فإذا بها تجد نبتة نمت على نافذة المطبخ، ادهشها منظرها، من أين اتت هذه النبتة ؟ لم تكن عند الظهيرة ، عندما كانت تحضّر الطعام.
مدّت يدها وقطفت النبتة،وخبّأتها مع ما تبقى من كوب الماء، أعدّت كوبا ساخنا شربته وعادت الى غرفتها، الصمت يعم المكان، إلا من صوت نواح السجان، الذي اخترق السكون، والفكر، ها قد أشرقت شمس الصّباح متسللة باشعتها الذهبية لتحاكي لون شعر عبير، هامسة بأذنها، عبير استيقظي، الباب مفتوح، لقد فزت بماء الطيبة والوفاء، رشيها على وجه السجان، كما فزت بنبة الخلاص، اطحنيها ، وأضيفي عليها خصلة من شعرك، واتركيها على العتبة حتى لا يغلق الباب ، واتجهي الى غابة السنديان ولا تلتفتي الى البحر حتى لا تحصلي على الطوفان. استيقظت هلعة خائفة من المنام ، ولكن الكلام كرر لها مرات ، شعرت بالنسيم يحملها من اكتافها يدفعها الى الكوب والنبتة لتنفذ ما قيل لها، فإذا بالنسيم يقول لها الباب مفتوح لان اليوم نهاية العام ، وان لم تفعلي يا عبير عليك ان تنتظري عاما كاملا، سا رعت بعملها ، القت بالماء على وجه السجان الذي يشبه وجه الغراب، سمعت صوت صراخه ، على انه يشعر بالاحتراق ، وبفقدان البصر ، ويطلب النجدة من ماء البحار، اسرعت بطن النبتة مع خصلة من شعرها ، و وضعتها على الباب الذي سيظل مفتوحا امام الهواء، واتجهت الى غابة السنديان، فإذا بقطرات ماء تسقط على وجهها من شجرة السنديان التي كانت غفت تحتها امام البركة ونافورتها لتعلم انها رأت كابوسا مزعجا ، سارعت الى البيت لتقبل أهلها واخبرتهم بكابوسها . وأقسمت أنها لن تزعج امها بعد اليوم .وان تكون الفتاة المطيعة لمدى العمر.
@ جمانة عيتاني @ *شاعرة الكلمة *لؤلؤة الجمان *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق